دخلت الحكومة التونسية المؤقتة مواجهة مفتوحة مع الشارع التونسى، الذى يطالب باستقالتها، ورحيل رموز النظام السابق، مدعوماً بالعديد من الحركات السياسية وسط دعوات من وزراء فى الحكومة الحالية برئاسة محمد الغنوشى إلى «اليقظة» من المخاطر الداخلية والخارجية، التى تهدد بسرقة ثورة «الياسمين»، التى أطاحت بالرئيس الهارب زين العابدين بن على، محذرين من أن إسقاط الحكومة يعنى دخول البلاد فى حالة الفوضى، وسيطرة الجيش على الأمور.
وبدأ الآلاف من المشاركين فى «قافلة التحرير»، الذين قَدِموا من أنحاء تونس اعتصاما مفتوحا فى البرد القاسى إثر وصولهم إلى العاصمة، وانضم إليهم المئات بالتزامن مع دعوة نقابة التعليم الابتدائى إلى تنظيم إضراب مفتوح أمس، بهدف مواصلة الضغوط على الحكومة الحالية لاستقالتها، ورحيل رموز النظام السابق منها، إلا أن الشرطة التونسية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، وأفادت أنباء بأن المعتصمين بادروا بإلقاء الحجارة والقوارير البلاستيكية على شرطة مكافحة الشغب بعد أن أحاطوا بمقر رئاسة الوزراء فى تحدٍ لحظر التجوال الليلى، وقرروا الإقامة أمام مقر الحكومة مطالبين باستقالتها، وذكر شهود عيان أن المحتجين هشموا عددا من نوافذ مبنى وزارة المالية، كما هرع العشرات منهم نحو الموظفين الخارجين من مقر الحكومة، فأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وفى الوقت نفسه، يستعد قطاع التعليم الثانوى إلى الإضراب اليوم فى تحدٍ لقرار وزارة التعليم فى الحكومة معاودة الدراسة الجامعية اليوم الثلاثاء ، بينما دعا وزير التعليم العالى والمعارض السابق أحمد إبراهيم، المدرسين إلى عدم تلبية دعوة هذا «الإضراب غير المسؤول».
وفى مقابل ضغوط الشارع وقيادات المعارضة، دعا معارضون سابقون يشاركون فى الحكومة المؤقتة، إلى «اليقظة» للتصدى «للمخاطر» الداخلية والخارجية، التى تهدد مكاسب «ثورة الياسمين»، وأكد أحمد إبراهيم، زعيم حزب التجديد، وزير التعليم العالى، «لقد دخلنا الحكومة لتفادى حدوث فراغ تام»، محذراً من أن إسقاط الحكومة الحالية «يعنى الفوضى أو تولى الجيش» مقاليد الحكم، وأشار الوزير إلى الزعيم الليبى معمر القذافى كخطر خارجى، وقال وجدنا أنفسنا أمام فراغ كامل، إما أن نملأه ونتحمل مهمة إنقاذ الوطن والتحول الديمقراطى وإما البدائل المغلوطة والفوضى التامة، التى سعى إليها بن على وحلفاؤه من القذافى وغيره».
بدوره، قال ماهر حنين، ممثل الحزب الديمقراطى التقدمى المشارك فى الحكومة، بزعيمه أحمد نجيب الشابى، «بعد ساعات من سقوط بن على كانت قوة إقليمية جارة عبر العقيد القذافى تهدد علنا ثورة الشعب التونسى، وكانت القوة الروحية القطرية، القرضاوى، تهدد الشعب التونسى»، فى إشارة إلى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوى.