الإخلاص
لا تنس إخلاص النية فهي الأساس في الدعوة، كما قال جل وعلا: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ﴾ لا إلى سبيل أحد غيره، وقال في الآية الأخرى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ﴾ لا إلى نفسي أو إلى مطمع من مطامع الدنيا، ومن خلصت نيته بارك الله له في جهده ووقته، وظهر أثر ذلك عليه.
ليكن شعارك في الدعوة إلى الله: ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ﴾ (هود: من الآية88) وأيضًا: ﴿إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاَغُ﴾ وقوله تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ﴾ (البقرة: من الاية 272)، وقوله تعالى: ﴿وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ (آل عمران: من الآية20) فيا من تدعو إلى الله لا تذهب نفسك حسرات، ولكن احذر من التقصير في الدعوة إلى الله والعلم والعمل، فإن لم تجد الثمرة فلا تترك هذا الطريق.. فإن الهداية وإدخال الإيمان إلى القلوب ليس إليك، وإنما إلى الله ﴿إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ﴾ (القصص: من الآية56)، والنبي يأتي يوم القيامة ويأتي معه الرجل والرجلان والنبي ليس معه أحد.
إن مهمة الدعوة إلى الله يستطيع كل إنسان أن يقوم بها كل على حسب جهده وقدرته كما سبق، ولكن مهمتنا نحن أن نرسخها في قلوب الأجيال وفي نفوس الناشئة وفي عقول الناس، وتكون من أولى اهتماماتهم.
فيا أيها المدرس الناصح، وأيها المربون والمربيات، والمعلمون والمعلمات، ويا أئمة المساجد، يا طلاب العلم، أيها الموظفون... لا تتركوا هذه الوظيفة وهذه المهمة لحظة واحدة من لحظات حياتكم فبها سعادتكم وعزكم ونصر دينكم وظهوره على كل الأديان، وهنا أقف وقفة عتاب ووقفة تعجب مع ذلكم الكاتب في صحيفة من الصحف اليومية- هداه الله- الذي كتب مقالاً جرح أفئدتنا، وآلم نفوسنا لما عاب على إخواننا المدرسين نُصحَهم وإرشادَهم في المدارس, وقال: "لسنا في مكان للدعوة إلى الله"، فنقول يا مسلم، يا عبد الله، نحن بغير الدعوة إلى الله وبغير الدين لا وزن لنا بين الناس..، ولا عز لنا إلا بهذا الدين..، فوجب أن نكون كلنا دعاة إليه، ولا خير فينا إذا لم نكن كذلك، فالله الله.. أيها الإعلاميون، اعتزوا بدينكم وانشروه، وساهموا في الدعوة إليه وحث الناس على القيام بهذه العبادة العظيمة، وفقنا الله وإياكم لكل ما يحبه ويرضاه