اليمين (تعريفه - انواعه - احكامه)

بسم الله الرحمن الرحيم ..

يكثر هذه الأيام الذين يحلفون ولا نعلم هل حلفهم صحيح أم خاطئ وإن كفروا عن أيمانهم فهل تكفيرهم صحيح ؟؟!!

سوف نعرف هذا بإذن الله بعد قراءتنا لهذا الموضوع ..


.::.::. أحكام اليمين .::.::.

تعريفها : اليمين في اللغة : الحلف ، وأصل اليمين : اليد ، وأطلقت على الحلف لأنهم كانوا إذا تحالفوا أخذ كل واحد يمين صاحبه .

وفي الشرع : توكيد الأمر المحلوف عليه بذكر اسم الله - تعالى - أو صفة من صفاته .

~~~ (1) ~~~

.::.::. أنواع اليمين .::.::.
تتنوع الأيمان بحسب المحلوف به إلى نوعين :

-- النوع الأول --
الحلف بمخلوق من مخلوقات الله ، كالحلف بالكعبة أو النبي أو بالأمانة ، أو بالحياة ، أو بالأصنام ، أو الأولياء ..

وهذا النوع محرم وشرك ، ومما يدل على ذلك :

1- قوله صلى الله عليه وسلم : ((ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم ، فمن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت)) رواه البخاري ومسلم ..
2- حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً : ((من حلف بغير الله فقد أشرك)) رواه أبو داوود والترمذي ..
3- قول ابن مسعود رضي الله عنه : ((لأن أحلف بالله كاذباً أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقاً)) رواه عبد الرزاق والطبراني ..
قال شيخ الإسلام في توجيه كلام ابن مسعود رضي الله عنه : ((لأن حسنة التوحيد أعظم من حسنة الصدق ، وسيئة الكذب أسهل من سيئة الشرك)) عن تيسير العزيز الحميد ..

وهذا النوع من الأيمان المحرَّمة لا كفَّارة فيه لو فعل ما حلف على تركه للأسباب التالية :
1- لأن الحلف بغير الله شرك ، وكفارته التوحيد ، ولذلك يجب عليه التوبة ،
كما يشرع له إذا زلَّ وحلف بغير الله أن يبادر إلى قول : لا إله إلا الله ؛
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((ومن حلف فقال في حلفه باللات والعزى فليقل : لا إله إلا الله)) رواه البخاري ومسلم ..
2- ولأن الكفارة تجب عند الحلف بالله ، أو بأسمائه وصفاته تنزيهاً لله ، وصيانة لأسمائه وصفاته ، وغيره لا يساويه في ذلك .

-- النوع الثاني --
الحلف بالله أو بأسمائه أو صفاته ، ويتنوع بحسب حكمه ، وبحسب قصد الحالف إلى ثلاثة أنواع :

أ/ يمين اللغو : وهي ما يجري على لسان المتكلم بلا قصد اليمين ، كقوله : لا والله ، وبلى والله ، أو يحلف يظن صدق نفسه ثم يتبين الأمر على خلافه ..
وهذا النوع : لغو لا يترتب عليه شيء ، لقوله تعالى : ((لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم)) سورة المائدة آية 89 .
وينبغي حفظ اللسان من أن يجري عليه القسم تنزيهاً لاسم الله تعالى ..

ب/ اليمين الغموس : وهي : الحلف على أمر ماض كاذباً عالماً متعمداً ، وهذا محرَّم ، وهي اليمين التي ورد فيها الوعيد ، وهي من الكبائر ،
لحديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ما الكبائر ؟
فذكرها وذكر منها اليمين الغموس ، وفيه : قلت : وما اليمين الغموس ؟ قال : ((الذي يقتطع مال امرئٍ مسلم هو فيها كاذب)) رواه البخاري ..
وسميت هذه اليمين غموساً ؛ لأنها تغمس الحالف بها في الإثم ثم في النار .
وهذه اليمين : لا كفارة فيها ؛ لأنها أعظم من أن تمحو الكفارة إثمها ، ويجب على صاحبها التوبة بشروطها ..

ج/ اليمين المنعقدة ، وهي : الحلف على أمرٍ مستقبلٍ ممكن ، قاصداً لليمين ، وهذه اليمين هي التي تجب فيها الكفارة بالشروط التالية :
1- أن يكون الحالف بالغاً عاقلاً ..
2- أن يكون مختاراً للحلف ، أي غير مكره ، فإن كان مكرهاً عليه فلا كفارة ..
3- أن يحنث في يمينه ، بأن يفعل ما حلف على تركه ، أو يترك ما حلف على فعله ، مختاراً ذاكراً ليمينه ، فإذا حنث مكرهاً أو ناسياً فلا كفارة عليه ؛ لأنه غير آثم ..

فإذا توافرت الشروط الثلاثة هذه ، وجبت الكفارة . لقوله تعالى : ((لاّ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّه بِالَّلغْوِ فِي أَيمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤُاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدتُّمُ الأّيْمَانْ)) سورة المائدة ..

.::.::. حكم الحنث في اليمين .::.::.
الحنث في اليمين هو : مخالفة مقتضى اليمين بفعل ما حلف على تركه ، أو ترك ما حلف على فعله .
ويختلف حكم الحنث باختلاف الفعل المحلوف عليه ، وبيان ذلك كالتالي :

1- يكون الحنث واجباً ..
إذا حلف على ترك واجب أو فعل محرم ، فهنا يجب عليه أن يفعل الواجب ويكفر عن يمينه ، ويترك المحرم ويكفر عن يمينه ..
مثاله : لو حلف أن لا يصلي اليوم في المسجد ، وجب عليه أن يحنث فيصلي في المسجد ويكفر عن يمينه .

2- يكون الحنث مستحباً ..
إذا حلف على ترك أمر مستحب أو فعل أمر مكروه ، فهنا يستحب له أن يفعل المستحب ويكفر عن يمينه ، ويترك المكروه ويكفر عن يمينه .
مثاله : لو حلف أن لا يصلي السنة الراتبة هذا اليوم ، استحب له أن يحنث ، فيصلي الراتبة ويكفر عن يمينه .

3- يكون الحنث محرماً ..
إذا حلف أن يفعل الواجب ، أو يترك المحرَّم ، فهنا يحرم عليه الحنث .
مثاله : لو حلف أن يصل رحمه التي قطعها ، فيحرم عليه أن يحنث .

4- يكون الحنث مكروهاً ..
إذا حلف على فعل مستحب ، أو ترك مكروه ، فهنا يكره له الحنث .
مثاله : لو حلف أن يغتسل يوم الجمعة ، فهنا يكره له أن يحنث .

5- يكون الحنث مباحاً ..
إذا حلف على فعل أمرٍ مباحٍ أو تركه .
مثاله : رجل حلف أن يشتري هذا البيت ، فهنا له أن يحنث فلا يشتريه وعليه كفارة يمين ، وله أن لا يحنث فيشتريه ،
والأولى به أن يفعل ما هو الأحسن له ، قال صلى الله عليه وسلم : ((إذا حلفت على يمينٍ فرأيت غيرها خيراً منها ، فكفِّر عن يمينك وائت الذي هو خير)) رواه البخاري ومسلم ..





سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ...

يسلموووو لمروك الارواع