الرسول صلى الله عليه وسلم يحبك
فهل تحبه؟
جلس النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم مع أصحابه . . ثم قال:
((اشتقت لأحبابي))
ففزع الصحابة رضي الله عنهم وقالوا: أولسنا أحبابك يا رسول الله؟ فقال:
"بل أنتم أصحابي . . أحبابي قوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني"
فهل تحب أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قبل أن تسارع بالإجابة، تعالى نعرف أولا ما معنى حب النبي صلى الله عليه وسلم؟
الحب ليس غزل أو هيام . . ليس كلام أو أماني، ولكن
الحب هو . . . اتباع وعمل
قال تعالى: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" (الحشر7)، فحب النبي صلى الله عليه وسلم هو اتباع ما جاء به والعمل بسنته.
ومن محبته صلى الله عليه وسلم:
* نشر دين الله عز وجل في الأرض، وأن يكون الهم الأكبر للإنسان هو أن يعبد الناس كلهم الله عز وجل على الإسلام وعلى ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لقول الله عز وجل: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله . . ." (آل عمران110)
* الاهتمام بأحوال المسلمين ونصرة قضاياهم والتألم لألمهم لقوله صلى الله عليه وسلم: "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"
* مراعاة الأهل والأولاد: "كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، الرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها . . . " حديث صحيح
* مراعاة الجيران والأصحاب: "خير الأصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره" رواه الترمذي
* صلة الأرحام: "إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم، فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم. أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى. قال: فذلك لك" صحيح
* الرحمة بالضعفاء والمساكين: "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله" صحيح
أنت وسنة حبيبك
تواجه سنة النبي صلى الله عليه وسلم حلة مسعورة من العلمانيين والمنافقين والكفار تكاد أن تلتهم قدسيتها وقيمتها عند المسلم . . . والمعروف أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم هي المكملة للقرآن الكريم .. وأنه بدون هذا الرصيد الضخم من أفعال وأقوال النبي صلى الله عليه وسلم فلن نستطيع أن نعبد الله كما يريد. قال صلى الله عليه وسلم: "تركت فيك ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا . . كتاب الله وسنتي" رواه مسلم
وعلى ذلك فواجبنا تجاه سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم:
1- أن نحترم سنة النبي صلى الله عليه وسلم ونقدسها كما نقدس كتاب الله تعالى.
2- أن نحرص على أن لا نقع في أمر نهي النبي صلى الله عليه وسلم عنه.
3- أن ندافع عن سنته في كل مكان، وأن نكون خير قدوة لمن يحب النبي صلى الله عليه وسلم.
4- أن نحفظ ما نستطيع من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، ولتكن أحاديث الأربعين النووية.
5- الالتزام بالأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في كل المواطن مثل الصباح والمساء والنوم والاستيقاظ ودخول المسجد وغيرها . . .
6- كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فمن صلى عليه صلاة صلى الله بها عليه عشراً. ومعنى صلاة الله على العبد أن يغفر له.
وأخيرا فلنذكر قول الله عز وجل في سورة آل عمران على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم:
"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم . . ."