الشماتة هي أن يُسرّ المرء بما يصيب عدوه من المصائب ،
قال الله تعالى عن نبيهموسى عليه السلام :
( فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ ) الأعراف / 150
وقوله - تعالى (إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌيَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ) التوبة:50.
لقد حرص الإسلامعلى تربية أبنائه على معاني الأخوة والوحدة ، وحذرهم من
كل ما يتنافى مع هذهالرابطة أو ينتقص منها .
ومن أهم الأخلاقالسيئة التي تضر بهذه الرابطة ما يكون من سرور الأخ بما
يصيب أخاه من المصائب فيالدنيا أو الدين ، وهذه هي الشماتة .
إن الشماتة إذن لا تليق بمسلم تجاه أخيهالمسلم أبدًا ،
إن من الأمور المهمة بالنسبة للمجتمعالمسلم أن يوطن أبناؤه أنفسهم على الفرح بفرح بعضهم ، والتألم والحزن لما يصيبهم ،وقد جعل الله تعالى من العقوبات القدرية لمن كان شامتـًا بأخيه المسلم أن يُبتلىبمثل ما كان سببـًا لشماتته.
وروى البخاري (6347) ومسلم (2707) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي اللهعنه قال : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُمِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَدَرَكِ الشَّقَاءِ وَسُوءِ الْقَضَاءِ وَشَمَاتَةِالْأَعْدَاءِ ) .
قال - صلى الله عليه وسلم -:لا تظهرالشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك. ( رواه الترمذي وقال: حسن غريب.
ومن الشماتةالمذمومة شرعـًا أن يتوب الله على عبدٍ من ذنبٍ ما فيأتي أخوه فيعيره به، وقد حذرالنبي - صلى الله عليه وسلم - من ذلك أيضـًا بقوله:
(من عيَّر أخاه بذنبٍ لميمت حتى يعمله . (رواه الترمذي وقال: حسن غريب.
و من مضار الشماتة أنهاتسخط الربَّ - تبارك وتعالى - وتدل على انتزاع الرحمة من قلوب الشامتين ، وهي تورثالعداوات، وتؤدي إلى تفكك أوصال المجتمعات، ثم هي تعرض أصحابهاللبلاء
لا شكَّ أن الموت من أعظم ما يقع بالإنسان من الابتلاء له ولمَنيتركهم بعده، لقد قام النبي ـ صلّى الله عليه وسلم ـ لجنازة، ولما قيل له: إنهاليهوديٍّ قال:" أليستْ نفسًا" ؟ رواه البخاري ومسلم.
" يقول الحسنالبصري رحمه الله:
الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم، وإذا أدبرت عرفها كلجاهل "
الشماتة لا تليق بمسلم تجاه أخيه المسلمأبدًا،
لأنها من صفات الأعداء الذين حذر الله منهم ووصفهم بقوله :::_
(إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌيَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاًإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيط ٌ (آل عمران:120
قيل لأيوب عليه السلام : أي شيء من بلائك كان أشد عليك قال :
شماتة الأعداء
عبد الله بن أبي عتبة :
كل المصائب قد تمر على الفتىفتهون غير شماتة الأعداء
وللمبارك بن الطبري :
لولا شماتة أعداء ذوي حسد أو اغتمام صديق كان يرجوني
لما طلبت منالدنيا مراتبها ولا بذلت لها عرضي ولادي
ولو لم يكن من مضار الشماتة إلا أنهاتسخط الربَّ تبارك وتعالى ، وتدل على انتزاع الرحمة من قلوب الشامتين لكفى بذلكزجرًا عنها ، فكيف وهي تورث العداوات ، وتؤدي إلى تفكك أوصال المجتمعات ، ثم هيتعرض أصحابها للبلاء :
إذا ما الدهر جَرَّ على أناسٍ كلا كلهأَنَاخَ بآخــرينا،، فقل للشامتين بِنَا أَفيقــوا سَيَلْقَى الشامتون كما لقينا،فأرجو من كل إنسان أن لا يشمت بأحد فربما في يوم من الأيام سيبلى بما ابتلى الأخربه.