بسم الله الرحمن الرحيم
حُسْنُ اخْتيارِ الزَّوج (للذكر والأنثى)
قال الله تعالى في مُحكم كتابه العزيز(يا أيّها الناسُ إناخلقناكمْ منْ
ذَكروأنثى وجعلناكُم شعوباً وقبائلَ لتعارَفوا إن أكْرمكم عند الله أتقَكُم) صدق الله العظيم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لافضْل لعربيٍّ على عجمي, ولا لعجمي على عربي,ولالأبيض على أسود,ولا لأسودعلى أبيضَ إلا بالتقوى, الناس من آدمَ , وآدمُ من تراب)
وقال أيضاً(إذاجاءكم من ترضونَ دينهُ وخُلُقه فانْكحوهُ, إلاّ تفعلوهُ,تَكُنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌكبير)وقال العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه زاد المعادفي هدي خير العباد(فلاتزوج مسلمة بكافر, ولاعفيفة بفاجر,ولم يَعتبر القُرآن والسنّة في الكفاءة أمراً وراء ذلك.ولم يعتبر نسباً ولا صناعة, ولا غنى ولاحرية,وجوز لغير القرشيين نكاح القرشيات, ولغير الهاشمين نكاح الهاشميات, وللفقراء نكاح الموسرات....الخ)ص909
الزوجة سكنٌ للزوج, وحرثٌ له, وهي شريكة حياته, وربّة بيته,وأم أولاده ومَهوى فؤاده, وموضعُ سره ونجواه.قال صلى الله عليه وسلم(إياكم وخضراء الدّمَنْ, قيل:يا رسول الله وما خضراءالدِّمَن؟قال:المرأة الحسناء في المنبت السوء)وقال أيضاً(تُنكح المرأةلأربع:لمالها, ولحسبها, ولجمالها, ولدينها, فاظفرْ بذات الدين تربَت يداك)وقال(الناس معادن كمعادن الذهب والفضة, خيارهم في الجاهلية خيارهم فيالإسلام إذا فقهوا) وخطب رجل امرأة عقيمة لا تلد, فقال يارسول الله إني خطبت امرأةذات حسب وجمال وأنها لا تلد. فنهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال(تزوجوا الودود الولود. فإني مُباهِ أو مُكاثرٌ الأممَ بكم يوم القيامة) وفي الحديث الصحيح(إن الله جميل يحب الجمال)وقال أيضاً(من تزوج امرأة لمالها لم يزده الله إلا فقراً,ومن تزوج امرأة لحسبها, لم يزده الله إلا دناءة, ومن تزوج امرأة ليغضَّ بها بصره, ويحصن فرجه, أو يصل رحمه, بارك الله له فيها وبارك لهافيه)ومن وصايا الرسول الكريم, حسن اختيار الزوج من ذوات الدين والخلق, والتباعد عن القرابات خشية إضعاف النسل من خلال الأمراض الوراثيةالتي تنتقل وتجتمع المورثات لتظهر الأمراض الخفية. وعلوم الطب الحديثةمقرونة بعلوم الوراثة والجينات أثبتت وأكدت الطب النبوي الذي كان وما زال معجزة. أمراض الوراثة كثيرة جداوهي مُضنية تبثُّ الشّقاء لكافة الأسرة,ومنهاعلى سبيل الذكر لا الحصر(فقر الدم المنجلي سيكل سيل أنيميا, والهيموفيليا أو الناعور النزفي, والتالاسيميا, وعدم تعظم العظام ورخاوتها بل البقاء على البنية الغضروفية والضعف, بحيث تتعدد الكسورلأتفه الرضوض.وأمراض الضغط والسكري و الروماتيزم والنقرس والتشوهات الخلْقيةوبعض الأمراض العصبية والنفسية...الخ)
رسالة الإسلام رحمة للبشرية جمعاء, ولقد ندَّد وأدانَ جميع العلماء من المسلمين لبعض الأقوام الذين يصرُّون على تزويج بناتهن من شبانٍ لنفس القبيلة والعشيرة, ضاربين عرض الحائط وصاياالسنة النبوية المطهرة, قامعين بناتهنَّ ظلماً وعُدواناً, حتى لو دخلن بالعنوسةليَسْنُدْنَ الحائط بغرف المنزل.... .نعم هي ظاهرة للأسف.....وتحتاج للتوعية الجادة وللإنذار بالمخاطر...ضمن هذه الأفكار قمت بنظم قصيدة من بحر الرجز, آمل أن تعجبكم وشكراً.
قَولٌ عَظِيمٌ مِنْ رَسُولٍ أحْمَدِ
هَدْيٌ ونُورٌ في الدُّجَى كالفَرْقَدِ
أوْصَى لنَا حُسْنَ اخْتيارِ الزَّوجَةِ
حِرْصَاً عَلينا في دَواعِي الرَّحْمَةِ
مِنْ أهْلِ دِينٍ في عَفَافٍ بالتُّقى
للعَيْشِ سَعْدٌ دُونَ هَمٍّ أوْ شَقا
ثانِي الوَصَايا لاخْتيار صَائبٍ
عَنْ صَحَّةٍ مِنْ دُونِ داءٍ شائبٍ
لا تَقْتَرنْ مِنْ زوجَةٍ في عِلَّةٍ
واسْألْ لفَحْْصٍ مُسْبَقٍ مِنْ خِبْرةٍ
واعْلَم يَقيناً فِعـْلَ تَوريثٍ لَزِمْ
يأتي خَفيَّاً مِنْ قَريبٍ للرَحِمْ
إنْ يَجْتمِعْ في خِلْفَةٍ يَجْلُ الجَّلا
داءٌ بعُضْوٍ في جَنينٍ مُبْتَلَى
قدْ ينْكَسرْ عَظْمٌ رقيقٌ باللّعِبْ
إصْلاحُهُ في دَمْعِ عَينٍ مُنْسَكِبْ
ما ذَنـْبُ طِفْلٍ في عَذابٍ مُسْتَمِرْ
يبْدُو تَعِيساً في بُكَاءٍ مُنْهَمِرْ؟
أمْرٌ عَجيبٌ في ضَلالٍ واضِحٍ
فلْنَتّعِظْ مِنْ قولِ رُشْدٍ شارحٍ
مابَالُ أقْوامٍ بقَلْبٍ كالحَجَرْ
لا يقْبَلُوا الإنْذارَ إلاّ والخَطَرْ
هَلْ ربُّنا يرْضَى لحِفْظٍ للنَّسَبْ
تَوريثَ طِفْلٍ بالسَّقَامِ المُكْتَسبْ؟!
فَلْنْتَّبعْ وَعْظَاً لنَسْلَمْ مِنْ ضَرَرْ
كالمُتَّقِي نَاراً بتَجْنيبِ الشَّرَرْ