وإذا قارنا السد العالي من زاوية حجم المواد المستخدمة فيه بالسدود
الركامية فقط وهو
واحد منها، فإنه يأتي في المرتبة الثانية بعد سد "نوريك" في الاتحاد
السوفيتي السابق.
أما بالنسبة لقدرة المحطة الكهرومائية للسد فإنها تأتى في المركز الثامن
بقدرة تبلغ 2100 ميجاوات ويسبقها خمسة سدود في الاتحاد السوفيتي السابق
واثنان في الدنمارك.
وقد جاء اكتمال بناء السد العالي وانتصابه شامخا يضبط نهر النيل ويحمى مصر
من
الفيضانات ويؤمن لها تخزين المياه لاستخدامها بانتظام على مدار العام
ولاستخدام
المخزون في البحيرة في السنوات العجاف التي يشح فيها إيراد النيل وتنشر
محطته
الكهرومائية النور في ربوع مصر..
جاء ذلك الاكتمال في وقت كانت مصر كأسد جريح يلعق
جراح هزيمته في يونيو 1967، وكانت في أمس الحاجة اقتصاديا ومعنويا لاكتمال
السد
كرمز لقوة واستقلال الإرادة المصرية
التي كانت تشكل الرصيد الروحي والمعنوي الهائل
الذي كان يؤجج الرغبة الشعبية المصرية في خوض حرب جديدة ضد الكيان الصهيوني
لاستعادة الأراضي المصرية التي تحتلها وللثأر لشرف مصر العسكري وكرامتها
الوطنية من
كل ما مسهما في حرب يونيو 1967.. وكان اكتمال السد العالي،
ذلك الهرم الهائل يمثل
إضافة كبيرة لمعنويات الشعب المصري وهو يتأهب لخوض معركته ضد العدو
الصهيوني.
وكما كان اكتمال بناء السد كأعظم المشاريع التي بنتها مصر في العصر الحديث
وكأعظم مشروع للبنية الأساسية في العالم يثير زهو مصر ويرفع الروح المعنوية
لشعبها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]