سأروى لكم قصه من واقع الحقيقه، وهى رد على كل واحد كان بيسال: يوجد حب حقيقى ام لا؟ ولكم فى النهايه قرار اجابه هذا السؤال...
قرر صاحبنا الزواج وطلب من أهله البحث عن فتاة مناسبة ذات خلق ودين ، وكماجرت العادات والتقاليد حين وجدوا إحدى قريباته وشعروا بأنها تناسبه ذهبوالخطبتها ولم يتردد أهل البنت في الموافقة لما كان يتحلى به صاحبنا منمقومات تغرى أية أسرة بمصاهرته وسارت الأمور كما يجب وأتم الله فرحتهم ،وفي عرس جميل متواضع اجتمع الأهل والأصحاب
وشيئاً فشيئاً بعد الزواج وبمرور الأيام لاحظ المحيطون بصحابنا هيامهوغرامه الجارف بزوجته وتعلقه بها وبالمقابل أهل البيت استغربوا عدم مفارقةذكر الزوجه لزوجها الدائم على لسانها. أي نعم هم يؤمنون بالحب ويعلمون أنهيزداد بالعشرة ولكن الذي لا يعلمونه أو لم يخطر لهم ببال أنهما سيتعلقانببعضها إلى هذه
الدرجه..وبعد مرور ثلاث سنوات على زواجهما بدؤوا يواجهون الضغوط منأهاليهم في مسألة الإنجاب، لأن الآخرين ممن تزوجوا معهم في ذلك التاريخأصبح لديهم طفل أو اثنان وهم مازالوا كما هم ، وأخذت الزوجة تلح على زوجهاأن يكشفوا عند الطبيب عل وعسى أن يكون أمراً بسيطاً يتنهى بعلاج أوتوجيهات طبية .وهنا وقع ما لم يكن بالحسبان ، حيث اكتشفوا أن الزوجة (عقيم) !!
وبدأت التلميحات من أهل صاحبنا تكثر والغمز واللمز يزداد إلى أن صارحتهوالدته وطلبت منه أن يتزوج بثانية ويطلق زوجته أو يبقها على ذمته بغرضالإنجاب من أخرى ، فطفح كيل صاحبنا الذي جمع أهله وقال لهم بلهجة الواثقمن نفسه تظنون أن زوجتي عقيم ؟! إن العقم الحقيقي لا يتعلق بالإنجاب ، أناأراه في المشاعر الصادقة والحب الطاهر العفيف ومن ناحيتي ولله الحمد تنجبلي زوجتي في اليوم الواحد أكثر من مائة مولود وراض بها وهي راضية فلاتعيدوا لها سيرة الموضوع التافه أبداً .
وأصبح العقم الذي كانوا يتوقعون وقوع فراقهم به ، سبباً اكتشفت به الزوجةمدى التضحية والحب الذي يكنه صاحبنا لها... وبعد مرور أكثر من تسع سنواتقضاها الزوجان على أروع ما يكون من الحب والرومانسية بدأت تهاجم الزوجةأعراض مرض غريبة اضطرتهم إلى الكشف عليها بقلق في إحدى المستشفيات ، الذيحولهم إلى( مستشفى الملك فيصل التخصصي )...
وهنا زاد القلق لمعرفة الزوج وعلمه أن المحولين إلى هذا المستشفى عادةً ما يكونون مصابين بأمراض خطيرة .
وبعد تشخيص الحالة وإجراء اللازم من تحاليل وكشف طبي ، صارح الأطباء زوجهابأنها مريضة بداء عضال عدد المصابين به معدود على الأصابع في الشرق الأوسط، وأنها لن تعيش كحد أقصى أكثر من خمس سنوات بأية حال من الأحوال والأعماربيد الله ..ولكن الذي يزيد الألم والحسرة أن حالتها ستسوء في كل سنة أكثرمن سابقتها، والأفضل إبقاؤها في المستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمةإلى أن يأخذ الله أمانته..ولم يخضع الزوج لرغبة الأطباء ورفض إبقاءهالديهم وقاوم أعصابه كي لا تنهار وعزم على تجهيز شقته بالمعدات الطبيةاللازمة لتهيئة الجو المناسب كي تتلقى زوجته به الرعاية فابتاع ما تجاوزتقيمته الـ ( 260000 ريال ) من أجهزة ومعدات طبية ، جهز بها شقته لتستقبلزوجته بعد الخروج من المستشفى ، وكان أغلب المبلغ المذكور قد تدينهبالإضافة إلى سلفة اقترضها من البنك .
واستقدم لزوجته ممرضة متفرغة كي تعاونه في القيام على حالتها ، وتقدم بطلبلإدارته ليأخذ أجازة من دون راتب ، ولكن مديره رفض لعلمه بمقدار الديونالتي تكبدها ، فهو في أشد الحالة لكل ريال من الراتب ، فكان في أثناءدوامه يكلفه بأشياء بسيطة ما إن ينتهي منها حتى يأذن له رئيسه بالخروج ،وكان أحياناً لا يتجاوز وجوده في العمل الساعتين ويقضى باقي ساعات يومهعند زوجته يلقمها الطعام بيده ، ويضمها إلى صدره ويحكي لها القصصوالروايات ليسليها وكلما تقدمت الأيام زادت الآلام ، والزوج يحاول جاهداًالتخفيف عنها .. وكانت قد أعطت ممرضتها صندوقاً صغيراً طلبت منها الحفاظعليه وعدم تقديمه لأي كائن كان ، إلا لزوجها إذا وافتها المنية .
وفي يوم الاثنين مساءً بعد صلاةالعشاء كان الجو ممطراً وصوت زخات المطر حين ترتطم بنوافذ الغرفة يرقص لهاالقلب فرحاً .. أخذ صاحبنا ينشد الشعر على حبيبته ويتغزل في عينيها ،فنظرت له نظرة المودع وهي مبتسمة له .. فنزلت الدمعة من عينه لإدراكهبحلول ساعة الصفر وشهقت بعد ابتسامتها شهقة خرجت معها روحها وكادت تأخذ منهول الموقف روح زوجها معها .. ولا أرغب في تقطيع قلبي وقلوبكم بذكر مافعله حين توفاها الله ولكن بعد الصلاة عليها ودفنها بيومين جاءت الممرضةالتي كانت تتابع حالة زوجته فوجدته كالخرقة البالية ، فواسته وقدمت لهصندوقاً صغيراً قالت له إن زوجته طلبت منها تقديمه له بعد أن يتوفاها الله... فماذا وجد في الصندوق ؟!
زجاجة عطر فارغة ، وهي أول هدية قدمها لها بعد الزواج ...
وصورة لهما في ليلة زفافهم .
وكلمة ( أحبك في الله ) منقوشة على قطعة مستطيلة من الفضة.
ورسالة قصيرة سأنقلها كما جاء نصها تقريباً مع مراعاة حذف الأسماء واستبدالها بصلة القرابة
زوجي الغالي : لا تحزن على فراقي فوالله لو كتب لي عمر ثان لاخترت أن أبدأه معك ولكن أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد .
أخي فلان : كنت أتمنى أن أراك عريساً قبل وفاتي .
أختي فلانة : لا تقسي على أبنائك بضربهم فهم أحباب الله ولا يحس بالنعمة غير فاقدها .
عمتي فلانة ( أم زوجها ) : أحسنت التصرف حين طلبت من ابنك أن يتزوج من غيري لأنه جدير بمن يحمل اسمه صالح الذرية بإذن الله .
كلمتي الأخيرة لك يا زوجي الحبيب أن تتزوج بعد وفاتي حيث لم يبق لك عذر ،وأرجو أن تسمى أول بناتك بأسمي ، واعلم أني سأغار من زوجتك الجديدة حتىوأنا في قبري ...