ليس احياء ذكرى استشهادرمز النضال الوطني وقائد ثورتنا الرائدة حدثاً عاديا او عابراً،ولكنهينطلق من عمق ايماننا بعظمة هذا الرجل العملاق الذي وقف له العالمحياً،وشهدت له البشرية ميتاً.
ولستهنا في وارد استعراض المسيرة التي قطعها القائد الشهيد ياسر عرفات دفاعاًعن مقومات الشعب الفلسطيني ومكوناته التاريخية والحضارية...بل سأختصر هذهالمسيرة العملاقة في بسط مقارنة حية بين عدد من الثورات العالمية والثورةالفلسطينية ...فثورة البلاشفة قامت ضد دكتاتورية القياصرة وجبروتهم، وخاضالزعيم ماوتسي تونغ الثورة والمسيرة الكبري للقضاء علي الاف السنين منمعاناة الشعب الصيني...وقاد الزعيم هوشي منه ورفيقه الجنرال جياب ثورة عليكل من فرنسا والولايات التحدة الامريكية وانتصرا علي فرنسا في معركة ديانبيان فو 1954 .واندحرت الجيوش الامريكية من شطري الفيتنام وسقوط قاعدةداننغ الامريكية وسقط معها كل رؤساء الولايات المتحدة زعماء الحرب بعدالهزائم المرة التي اذاقهم اياها ثوار[الفيت كونغ]ايزنهاور وجونسونونيكسون وكارتر وسيلحق بهم عما قريب الرئيس بوش ،ومرورا الى امريكااللاتينية وثورة الزعيم كاسترو وصديقه تشي جيفارا اللذان خاضا ثورة عليعملاء امريكا وسقوط قلعة باتستا العميل عام 1959.واذا كان لكل ثورة من هذهالثورات اسبابها ودوافعها ومع وقوفنا باحترام وتقدير لكل هذه الثوراتوقادتها الا ان الثورة الفلسطينية كانت باختصار شاملة لكل اسباب تلكالثورات ودوافعها،اضافة الي انها تقاتل استعمارا استيطانيا بغيضاً كونهوليد تلك المؤسسات الاستعمارية التي انشأته وامدته بكل مقومات القوة منرجال وسلاح...كما ان صراعنا معهم صراع عقائدي وقومي وسياسي أي صراعوجود... ومن هنا كانت ثورتنا شبيهة كل الشبه بالثورة الجزائرية العملاقةالتي قضت علي اكثر من 132 سنة من الالغاء للشخصية الوطنية والعربيةالجزائرية...ومن هنا كانت الثورة الجزائرية نبراسأ لنا في نهج طريق الكفاحالوطني لتحقيق اهدافنا في الحرية والاستقلال.
لهذافان الاحتفال والاحتفاء بذكرى استشهاد مفجر الثورة الفلسطيني،وتخليدالذكرى هذا الرجل الذي اشعل الثورة المعجزة في زمن العجز العربي وفي زمنالهزيمة والانكسار. لذلك لا نريد لهذه المناسبة ان تمر مروراً عاديا اوعابرا في ذاكرة الوعي الشعبي بل لا بد من ترسيخها وتثبيتها وترجمتها اليما يخدم المغزي والطموحات التي يسعى شعبنا الي تحقيقها...ويجب ان لا ندفعفي كل مناسبة عشرات الشهداء دون تحقيق الأهداف التي دفعوا دماءهم الزكيةمن اجلها...يجب ان لا يكون الاحتفال بهذه المناسبة من اجل الاستقطابالشعبي،وتجييرها كاستفتاء للتأييد... وتحييدها أ وابعادها عن اهدافهاالحقيقية الي اهداف سطحية...لاترتقي الي الأهداف الوطنية العليا.
انمسيرة المليون الزاحفة في الذكري الثالثة قد مرت وقد كانت عظيمة عظمةالجماهير الماضية نحو الهدف ولكن نهاية المسيرة كانت مرّة مرارةالقتل التيارتكبها الانقلابيون ضد ابناء شعبنا...وها نحن علي اعتاب الذكرى الرابعةوالتي تأتي بعد ايام من انعقاد جلسات الحوار في القاهرة فلتكن جماهيرناالصامدة والصابرة علي اعلى درجات الجاهزية للمواجهة مهما كاننوعها...ولتكن القيادة المشرفةعلي مستوي المسؤولية وعلي مستوي عبقريةالكوادر والأطر والفعاليات الوطنية والشعبية...لأنهم سيكونون جميعا امامتحدٍ كبير،ويجب ان لا يكون هذا التحدي مرهوناً بمؤتمر حركة فتح ...لأنخيارات الصمود لا تكون مشروطة بتاريخ او زمن!!!فعظمة العطاء والتضحيةلاتتقيدان بذلك...لأن مؤشرات الحوار في القاهرة لا توحي بحسن النواياوصفائها!!!فالذي انقلب غلي الشرعية وسرقها وداس علي القانون،وتجاوز كلالمحرمات هو الذي يضع الشروط والتحفظات علي الورقة المصرية،والذي يسعي الىوحدة الوطن ويذهب بقلب مفتوح لأنجاح الحوار والذي وافق علي كل شروطالاجماع العربي والفلسطيني ما زال يصدق دهاقنة الكذب ودعاةالفتنة!!!ويتحفنا اعضاء الوفد المفاوض بتصريحات تتخلي فيها القيادةالفلسطينية عن شروط الحوار مع حركة حماس فهم لا يطلبون منها اعتذرا عن ذبحالوطن وسلخه ولا عن مئات الشهداء الذين سقطوا علي ايدي هؤلاء المجرمين ولاعلي الالاف الذين بترت اطرافهم ولا علي مقرات السلطة ومعداتها ووزاراتهاولا علي كل ما تسببت به هذه الحركة المجوسية من معاناة لقضيتناوشعبنا...فلماذا كل هذه التنازلات المذلة والمهينة؟؟؟ ماذا تفعل حركة حماسفي المقابل تقتل وتعتقل وتوقف الاطباء والمعلمين وتخرب عقول اولادنابالسحر والشعوذة وتسمع قيادتنا الحكيمة السنة الحركة الانقلابية وهي تنفثسمومها وتنتظر ان يفضي الحوار مع هؤلاء القوم الى نتائج ملموسة فلتنتظريياقيادتنا طويلا ...لأنه ليس هناك ما يبشر باننا قد ايقنا الدروس والعبر.. او كأن الذي يضع الشروط للحوار هو الحريص علي الوحدة الوطنية والذيتنازل عن كل الشروط هو الواهم والحالم بالوحدة الوطنية...او كأن واضعالشروط علي حق والمتنازل عنها علي باطل...فاحكم ياشعبنا الصابر والمرابطوالقابض على الجمر...ما هو المغزي من مسيرة المليون الثانية في غزة وفيالضفة؟؟؟ اجيبونا يرحمكم الله
...