دخل عبدالله بن الجصاص على ابن له وقد احتضر، فبكى عند رأسه وقال: "كفاك الله يا بني الليلة مؤونة هاروت وماروت" فقالوا له: "وما هاروت وماروت؟"، فقال: "لعن الله النسيان، إنما أردت يأجوج ومأجوج"، فقالوا: "وما يأجوج ومأجوج؟"، قال: "فطالوت ومالوت؟"، قالوا: "لعلك أردتَ منكراً ونكيراً؟"، قال: "والله ما أردت إلا غيرهما"، يريد: ما أردت غيرهما فخلط في كلامه.
ضرب أبوالجحش غلماناً للمهدي فاستعدوا عليه بالمهدي، فقال: "اجترأتَ على غلماني فضربتهم؟!"، قال: "كلنا غلمانك يا أمير المؤمنين، ضرب بعضُنا بعضاً"، فضحك وخلى سبيله.
أضافَ مُزَبِّدُ رجلاً في بيته فأطال المُكث، فقال ليلة لامرأته: "كيف نعمل برحيل هذا عنا؟"، فقالت: "نتخاصم ونحتكم إليه"، ففعلا، فقالت الزوجة للضيف: "بالذي بارك لك في ركوبكَ غداً، لما حكمتَ بيننا"، فقال الضيف: "والذي يبارك لي مُقامي عندكم هذه السنة ما أعرف من الحُكم شيئاً".
وجه رجل ابنه الى السوق ليشتري حبلاً للبئر ويكون عشرين ذراعاً، فرجع الولد من نصف الطريق وقال: "يا أبي، في عرض كم الحبل؟"، قال: "في عرض مصيبتي فيك".[/size]
__________________