تعد السمنة إحدى مشكلات العصر الصحية، وهي أكثر مشكلات التغذية شيوعاً.
تعريف السمنة :
تعرف السمنة ببساطة بأنها زيادة كمية الدهون في الجسم ، ويكون ذلك عندمايتجاوز وزن الشخص المثالي بنسبة عشرين بالمائة ( 20 % ) لدى الرجال، وخمسةوعشرين بالمائة (25 %) لدى النساء.
علاقة السمنة بكثير من الأمراض :
لقد احتلت السمنة مكاناً بارزاً في الاهتمامات الصحية لدى الأطباء، ويرجعذلك لكونها ذات علاقة بكثير من الأمراض؛ كارتفاع الدم، ومرض السكري،وأمراض القلب التاجية، واحتكاك المفاصل … إلى غير ذلك من الأمراض .
أسبابها :
أما سبب السمنة فيرجع إلى تراكم الدهون في الجسم، ويكون ذلك عندما تزيدالسعرات الحرارية عما يحتاجه الجسم منها. ولهذه الزيادة أسباب كثيرة لعلأهمها هو زيادة كمية الأكل، أو استهلاك وجبات غنية بالدهنيات والسكاكر،كالحلويات والمعجنات.
ويبدو أن لعامل الوراثة دوراً في السمنة، غير أن هذا العامل مرتبطارتباطاً وثيقاً بنوعية الأكل وعاداته التي تتكون لدى الإنسان منذ نعومةأظفاره ويكتسبها من والديه ومن يشاركونه في المسكن.
وهذا العامل البيئي (أي عادات الآكل) له أثر أكبر من الوراثة في وجود السمنة وزيادتها.
أما اختلال وظائف الغدد الصماء التي كثيراً ما اتهمت بأنها السبب المباشر في السمنة، فهي نادرة، وتوجد عند القلة فقط .
أنواعها :
النوع الأول:
هو الذي يبدأ من الطفولة، ويستمر طوال العمر، ويكون عادة صعب العلاج لأنالسمنة في الصغر تكون بسبب زيادة عدد الخلايا الدهنية في الجسم، هذهالخلايا التي لا يمكن التخلص منها في الكبر عن طريق الحد من السعراتالحرارية .
النوع الثاني :
هو الذي يظهر في منتصف العمر، و يكون لدى النساء اكثر من الرجال، ويرجعسببه إلى زيادة حجم الخلايا الدهنية لا إلى زيادة عددها، وهذا النوع منالسمنة يمكن علاجه بالتغذية السليمة.
علاج السمنة :
عندما يأتي المصاب بالسمنة إلى العيادة الطبية بقصد العلاج، تجرى عليه بعضالفحوصات السريرية، والمخبرية للتأكد من خلوه من بعض الأمراض، لكن الأهممن ذلك هو التوصل إلى معرفة تاريخ حياة المريض، وبالأخص عاداته الغذائية،ومشكلاته الاجتماعية، لأن هذه المعلومات هي المفتاح الرئيسي لمعرفة سببالسمنة، ومن ثم علاجها بنجاح، ثم تأتي مرحلة العلاج الذي كثيراً ما يكونمخيباً للآمال، وربما يكون ذلك بسبب عدم اقتناع المصاب بوجوب التخلص منسمنته، أو لوجود بعض المشكلات النفسية أو الاجتماعية .
ولذلك نرى أنه من الواجب أن يتم الاتفاق بين المريض والطبيب مبكراً علىأسباب السمنة ووجوب التخلص منها، ومن ثم وضع خطة للتخلص منها، ويكون العبءالأكبر في العلاج من نصيب المريض وعليه تقع المسؤولية.
وأول خطوة في العلاج هي تعليم المصاب العادات الصحيحة في الأكل، ومن ثمتحديد السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم، وهذه السعرات تختلف باختلافالجنس والعمر والحالة الصحية والنشاط. فاحتياجات الرجل الغذائية مثلاًتزيد على احتياجات المرأة، وهي للصغير اكثر من الكبير وللعامل أكثر منالكاتب، وتزيد في حالات الحمل والإرضاع لدى المرأة.
ثم تأتي مرحلة التنفيذ، ويتم ذلك بوضع جدول للغذاء موزع على الوجبات الرئيسة، وما بين الوجبات، وإيضاح جدول للبدائل الغذائية .
وقد وجد أن إنقاص الوزن يساعد على السيطرة أو الحد من تفاقم كثير منالأمراض، فالحمية الغذائية تساعد في علاج مريض السكري وإنقاص مستوى السكرفي الدم، وقد يكتفى أحياناً بالحمية، وذلك في حالات السكري الخفيفة التيتصيب الإنسان بعد سن الأربعين .
أما مرض الروماتيزم أو احتكاك المفاصل فلإنقاص الوزن دور كبير في إبطاءعملية الاحتكاك، وأحياناً توقيفها عند الحد الذي وصلت إليه، وزيادة الوزنأكبر عامل في إسراع عملية المرض والقضاء على المفصل المصاب والمفاصلالأخرى السليمة