اسمه...
نبي الله إسحاق رزقه الله بولدين الأول : اسمه العيص وهو والد الروم . والثاني: يعقوب عليه السلام وهما توأم .أما العيص أبو الروم فقد جاء من ذريته أيوب عليه السلام فهو من ذرية إبراهيم
أما بالنسبة لقصة أيوب... فكل منا إذا ذكر قصة أيوب ذكر الصبر فالصبر وأيوب متلازمان قرينان هذا النبي الذي ابتلاه الله بالنعم وابتلاه بالمصائب والإبتلاءات ما أحد ولا يذكر في التاريخ عن أي إنسان ابتلي ببلاء إلا وأيوب فاقه .........
رزقه الله عز وجل نعم كثيرة..المزارع والخيرات والثمرات التي كان يملكها أيوب يشهدها القاصي والداني رزقه الله أيضا مالا كثيرا ووفيرا فالثمرات والخيرات والأشجار والزروع كان يملكها أيوب فكان غنيا ورزقه الله زوجة صالحه ليس هذا فقط بل كان عنده من الخدم ماعنده والناس تنظر إلى أيوب أنه نبي غني ثري عنده الخير وعنده النبوة ورزقه الله أربعة عشر ولدا وبنتا انظروا إلى هذا الخير كله ماذا يريد الإنسان أكثر من هذا بلدة طيبة ورب غفور .. نبي من أنبياء الله زوجة وأولاد وبنات وخير ومزارع وخدم كل هذا مع العمل الصالح الذي كان يمتثله أي نعمة كانت عند أيوب عليه الصلاة والسلام .................
فجـــــأة ... بدأ البلاء بهذا النبي .. أي بلاء .. وماذا فعل.. نزل عليه بلاء ما نزل على أحد قبله ..فما قصة بلاءه وكيف تعامل هذا النبي مع هذا البلاء.. بدأ البلاء بمرض دب في جسمه حتى أقعده على الفراش لم يكن يتحرك فيه شيء إلا لسانه وقلبه يذكر الله فيهما ثم كل فترة من الزمن يسمع عن موت أحد أبناءه الواحد منا لو مات ابنا واحدا له فإنه لا يطيق كيف لو مات له ابنا بعد الأخر عاش مريضا طريح الفراش كل يوم يأتيه خبر عن وفاة ابننا من أبناءه حتى فنوا جميعا 14 ولدا وبنتا لم يبق منهم أحد أما أمواله فقد فقدها جزأ بعد الأخر وحتى خدمه الذين كانوا يخدمونه فإنهم تركوه والزروع والثمار والخيرات التي كان يملكها احترقت جميعها فلم يبق له شيئا من الدنيا إلا زوجته تخدمه وتأتي إليه بالطعام والشراب ليأكل ويشرب وأصبح على هذه الحالة طريح الفراش 18 سنة أي صبر هذا ؟! (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ) فكان يذكر الله دائما وكان صابرا لم يكن يتأفف ولم يكن يجزع أبدا .. زوجته كانت تخدم الناس وتقبض بعض دريهمات فتطعمه .. المرأة العزيزة التي كانت طوال حياتها مكرمة معززة ثرية أولادها حولها والخدم والأموال والثراء أصبحت لا تملك شيئا من ذلك بل أجيرة عند الناس .. في يوم من الأيام جاءت هذه المرأة الصالحة إلى أيوب فقالت أنت نبي ادعوا الله فيشفيك فنظر إليها وقال يا فلانة أرأيت كم سنة كنت قبل المرض معافى قالت 70 سنة قال أنعم الله علي بالعافية 70 سنة أفلا يحق لي أن أصبر70 سنة أخرى (إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب )أي صبر هذا لقد أوتي من الصبر شيئا عظيما.. تقطع جسمه وهو على الفراش هجره الأصحاب والأحباب فلم يبق عنده أحد من الناس لأنهم خافوا أن ينتقل المرض إليهم فلم يبق عنده أحد بل أخرج من بلده وألقي على مزبلة خارجها بل كان مرضه أحيانا يجعل جسده يتقطع فيتساقط اللحم وتخرج من ذلك رائحة كريهة والناس لا يقتربون منه لشدة لرائحته..ظل على هذه الحل 18سنة وفي يوم من الأيام تذهب زوجته لتخدم الناس وتأتي أيوب بالطعام ولكن المفاجأة أنها تطرد من البيوت فهذا يطردها وهذا لا يشغلها وهذا يمنعها خوفا من أن تصيبهم بمرض أيوب وهذا لا يريد أن يفتح لها الباب يا ألله ماذا جرى وكيف تطعم الزوجة زوجها أيوب وماذا عساها أن تفعل هذه المرأة الصالحة .. في زمنهم كانت ضفائر الشعر تباع فأشار عليها الشيطان ببيع ظفائرها فقصت ظفيرتها ثم باعتها ببعض دريهمات ثم اشترت به طعاما وجاءت به إلى أيوب وأيوب كان يعلم أن الناس قد طردوها ومنعوها من العمل فقال لها أيوب يا فلانة من أين جئتي بهذا ألم تخبريني أن الناس منعوك من العمل قالت نعم يا نبي الله كل الطعام أنت جائع ومريض كل حتى لا تموت ثم أخبرك ما الذي حدث قال لا والله لا آكل حتى تخبريني ما الذي حدث ما الذي جرى من أين جئتي بالطعام وكانت صادقة فقالت أنني قصصت شعري فبعته فكشفت عن خمارها فرأى شعرها قد قصته لتبيعه وتأتي إليه بالطعام علم أن الشيطان أشار عليها بذلك فغضب ونذر إن شفاه الله أن يضربها 100 سوط هنا بلغ الأمر مبلغه وزاد به المرض حتى خشي أن يصل المرض إلى لسانه فلا يستطيع أن يذكر الله فدعا أيوب ربه (ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين )حتى دعاءه لم يكن بإسلوب الشكاوى لم يكن يطلب طلب مباشر ...
أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم المثل فالأمثل ..
يبتلى المرء على قدر دينه..
كل من صبر لابد الله أن بنجيه لكن البلاء عظيم والمحنة طالت 18 سنة.... وكان لأيوب أخوان دخلا عليه في يوم وهو على الفراش طريحا أشتد بلاءه فلم يقتربا منه لرائحة المرض قال أحدهم للأخر وأيوب يسمع
لقد علم الله بأيوب ذنبا عظيما فأنزل فيه هذا البلاء)
فسمعهما أيوب ويا ليته لم يسمع فتوجه أيوب إلى ربه فقال : اللهم إن كنت تعلم أني لم أبت قط شبعانا وغيري جائع فصدقني فصدقه الذي في السماء ثم قال اللهم إن كنت تعلم أني لم ألبس قميصين اثنين وأعلم عن عار في الأرض فصدقني فصدقه الذي في السماء
اشتد المرض بأيوب وهو يسمع هذا الكلام عن أقرب الناس إليه..
وكان إذا أراد أن يقضي حاجته تعينه زوجته على قضاء حاجته وفي يوم من الأيام أراد أن يقضي حاجته فلم يجد زوجته استبطأها فزاد همه وضاق صدره تركه الأحباب وهجره الأصحاب ولكن لسانه لا يفتر عن ذكر الله ولم يكن يجزع أبدا ..........
وفي يوم من الأيام كان على فراشه فأوحى الله إليه أن بدأت ساعة الإفتــــــــــــــراااج الآن حرك رجليك يا أيوب فإذا به يضرب برجليه الأرض وإذا الماء ينبع من تحت قدميه (اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب)فبدأ يغتسل منه فزال مرضه الخارجي ولما شرب زال مرضه الداخلي (وإذا مرضت فهو يشفين ) بدأ الشفاء ينزل من عند الله.. تعرفون ما الذي حصل؟؟!! أيوب أرجع الله له صحته وعافيته بل وأرجعه إلى شبابه مرة أخرى عاد بجماله عاد بقوته قام من مكانه يتحرك الله أكبر... دخلت زوجته إليه تبحث عنه في الفراش لم تجد زوجها أين زوجي من أخذه هل دخل حيوان فأكله أم دخل لصوص فسرقوه فبدأت تبحث عنه يمنة ويسره فوجدت شابا قويا جميلا يشبه أيوب فسألته يا عبد الله هل رأيت نبي الله المبتلى فإنك والله أكثر الناس شبها به فضحك أيوب وقال يا فلانة أنا أيوب زوجك فقالت أتهزأ بي فقال والله إني أنا أيوب فبكت وهي فرحة وقالت كيف حصل هذا من رد عليك صحتك قال إنه الله (وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له وكشفنا ما به من ضر) ليس هذا فقط بل أرجع الله زوجته العجوز مرة أخرى إلى شبابها وجمالها وعافيتها صبر على البلاء فكافئه الله ليس هذا فقط بل رزقه الله أولاد كأولاده وبنات كبناته بأعيانهم وأوصافهم مرة أخرى ليس هذا فقط حدائقه التي ضاعت وأمواله التي احترقت وخدمه الذين ذهبوا أرجعهما الله إليه مرة أخرى بل كانت المفاجأة الكبرى أن بدأ الذهب يتساقط عليه من السماء كالجراد فيجمعه أيوب فيقول الله له يا أيوب أنت تصنع هذا فيقول لا غنى لي عن فضلك يا رب(وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له وكشفنا ما به من ضر وءاتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين) بقي النذر الذي نذر به أيوب وهو أن إذا شفاه الله عز وجل أن يضرب زوجته 100 سوط من العصا فالآن جاء وقت الوفاء بالنذر فأوحى الله إليه أن خذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث والضغث : هو أن يجمع 100 من العصي ثم يربطها ويضرب بها زوجته مرة واحدة ضربا خفيفا ليفي بحلفه. ا.هـ