اختيارات الحياة

اخوتى واخواتى الاعزاء

لا ادرى لماذا تذكرت هذه القصه وهى من القصص المترجمه الان ربما لان الحياه دائما ما

تغير اختياراتنا وتحول مسارها الى اختيارات اخرى تدفعنا اليها دفعا .

فهذه فتاه نشأت فى احدى البلدان الساحليه تعيش مع والدها المسن تحلم مثل الكثير

من البنات تحلم بالحبيب المجهول الذى سيهبط يوما من سفينته فيراها ويغزو قلبها

وتتعلق به ثم يطلب يدها من ابيها ويصطحبها معه على سفينته فتمضى حياتها

معه متنقله من ميناء الى اخر دون ادنى مسئوليات وتحقق حلمها . والتقت ذات

يوم بذلك البحار الوسيم الذى انتظرته سنوات ليستولى على قلبها بأحاديثه

عن البحر والعواصف ثم يتورط البحار فى جريمه قتل ربان سفينته ويقرر الفرار

على سفينه اخرى ولكنه قبل ان يغادرها التقى بها وحكى لها ما كان وخلع من

يده خاتما وكذلك من يدها خاتما وربطهما معا بخيط ثم القى بهم الى البحر

ليكون البحر هو الشاهد على خطبتهما ويطالبها بأنتظاره مهما غاب

ويرحل البحار ويرسل لها رسائل من كل ميناء يرسو عليه شهر بعد شهر

تبدأ الفتاه فى التخلص من سحرهذا البحار ومن حلم مصاحبته فى رحله دائمه

الى المجهول ويتقدم لها طبيب البلده للزواج منها فتقبله رغم انه سبق له

الزواج من اخرى ولديه منها ابنتان تعيشان معه وترسل للبحار لتخبره بزواجها

وتحررها من عهدها معه لكنه يرسل لها ليخبرها بأنه متمسك بها ولن

يتخلى عن حلمه فى الارتباط بها فتضيق بأفكارها وتصارح زوجها بالقصه

كامله ويكتئب الزوج ويشتكى من قدره الذى اوقعه فى زوجه يحبها

وهى تحب غيره ولكنها حاولت اقناعه بأنه لم يكن حبا وانما ميل

غامض للارتحال والحياه للحب بدون مسئوليات وانها لا تحب غيره الان .

ثم تمضى الحياه هادئه بالزوجين الى ان ترسو فى ميناء البلده سفينه

ينزل منها البحار ليبحث عن حبيبته ويوسوس لها هيا ماذا تنتظرين ؟

هل تر يدين ان تمضى عمرك كله تخدمين ذلك الطبيب وبناته؟

ثم تكتشفين بعد ذلك ان الزمن سرقك وذبل جمالك هيا معى الى البحر ننتقل

من مكان الى مكان لقد خلقتى لتكونى حوريه من حوريات البحر .

ويدور راس الزوجه وتبدأ فى مراجعه نفسها وتتساءل حائره هل الحياه الهادئه

الرتيبه التى تعيشها الان مع زوجها هى ماتريده حقا؟

ويستشعر الزوج الخطر ويتدخل للدفاع عن سعادته واستقرار حياته

ويلتقى بالبحار ويسأله مستنكرا هل تريد ان ترغمها على ترك زوجها؟

ويجيب البحار لا. وانما اريدها أن تختار حياتها بكامل ارادتها

وحريتها . اذ ما الفائده من ان تعيش معى وهى مرغمه لانها لا تجد البديل

الذى كانت تتمناه فى اعماقها كما تفعل معك الان .فتصيح الزوجه فجأة

بكامل ارادتى وحريتى هذه هى اول مرة اسمع فيها هذا التعبير

نعم اريد ان اختار حياتى بكامل ارادتى . وتحزم امرها وتطلب من الزوج

ان يمنحها حريتها ويخلى سبيلها لتتخذ قرارها فى حياتها بكامل ارادتها

ويتسأل الزوج منزعجا: اترحلين معه وهو غريب لا تعرفين عنه شيئا؟

فتجيبه بهدوء عندما تقدمت للزواج منى كنت ايضا لا اعرف عنك شيئا .

وتتمسك بأن يعطيها حريتها هذا الصباح على ان تبلغه بقرارها عند المساء

ويأتى المساء وهى لم تستطع ان تصل الى قرار وينهار الزوج الوقور

ويخبرها بانه لن يستطيع التمسك بزوجه يحبها وهى لا تريده

ويقرر منحها حريتها . هنا تذهل الزوجه وتسأله غير مصدقه

أتعنى هذا حقا من أعماق قلبك ؟

فيجيبها نعم من أعماق قلبى فيأتى البحار لا صطحابها للخروج معه

للحاق بالباخرة لكنها مازالت مذهوله من قرار زوجها ومشاعره التى

اظهرتها هذه المحنه وترجع لتسأل زوجها

هل حقا تحبنى كل هذا الحب ؟

فيجيبها بأن سنوات زواجهما قد علمته ان يحبها كل هذا الحب

ويستعجلها البحار لكنها كانت مشغوله عنه بالتفكير فى هذا الزوج

ثم تنطق هل استطيع ان اختار الان؟

فيقول الزوج نعم ويقول لها البحار لم يتبقى امامنا الكثير فالسفينه

على وشك الابحار. فتنظر اليه الزوجه نظرة غريبه كأنما تراه لأول مرة

وتقول له بتصمييم لن اذهب معك ------ ثم تلتفت الى زوجها وتقول له

بحب وحنان وانت يا زوجى العزيز لن ابتعد عنك ابدا ولن أفارقك ذات يوم

اخوتى هكذا نحن البشر قد نشكو من حياتنا ونتصور اننا مرغمون عليها

ونتمنى فى اعماقنا ان نغيرها فأذا اعطتنا الحياه فرصه الاختيار

نكتشف وقتها اننا سنختار نفس حياتنا بكل ما فيها من اسباب للشكوى

او السعاده ولكن مع فارق بسيط هو اننا اصبحنا نعرف ماذا نريد

وماذا لا نستطيع ان نحققه حتى لو اردنا

لكم منى فائق الاحترام

موجه حائره

ثانكس

سلمت يداكـ
يعطيك الف عافيه
لاعدمنا جديدك

يعطيك الف عافيه

على الطرح الراقي

دمتى بحب

» حكم من الحياة
» امل الحياة
» الحياة بلا حنان ما أقصاها هذه الحياة.....***
» الحياة امل اذا فقدت الامل فقدت الحياة...
» أوراق الحياة...